هل يرمم بايدن العلاقات مع تركيا.. أم يدفعها للتوجه نحو روسيا والصين؟
كتب ـ محمـــــــــــود الحسيني
لاشك ان العلاقات بين تركيا وأمريكا واحدة من القضايا التي سيكون موقف الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن منها فارقاً، وقد تؤدي استجابته لتحديد شكل العلاقة بين البلدين لسنوات قادمة.
فرغم أن إدارة ترامب قوَّضت بشدة معالم التعاون الثنائي القائم منذ زمن بين أنقرة وواشنطن، من خلال فرض عقوبات على تركيا قبيل رحيله، من بين إجراءات أخرى، بيد أنَّ التعاون مع تركيا لا يزال يمثل أهمية كبيرة، وقد يكون ركيزة للاستقرار، ويدعم المصالح الأمريكية في المنطقة،
وعلى الرغم من أنَّ تركيا اتبعت سياسة أكثر حزماً في السنوات الأخيرة تحت قيادة أردوغان، فالواقع أن نطاق مشاركتها كان محدوداً ويهدف بدرجة كبيرة إلى تحسين موقف تركيا ونفوذها في النزاعات والخلافات القائمة، بدلاً من خلق نزاعات جديدة، أو حل القضايا العالقة.
والحقيقة أنَّ تركيا وأمريكا لهما مصالح مشتركة في المنطقة، ويمكن أن تكون أنقرة تحديداً شريكاً قيّماً لبايدن نتيجة لسبيين:
أولاً، بينما تتطلع الإدارة القادمة إلى استعادة الاتفاق النووي مع إيران، ستحتاج الولايات المتحدة إلى كل الدعم الذي يمكنها حشده.
وفي ضوء المعارضة المحتملة من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل، فإنَّ تحسين العلاقة بين تركيا وأمريكا مما يؤدي إلى حشد دعم أنقرة للتفاهم الأمريكي الإيراني المحتمل تركيا سيكون أمراً بالغ الأهمية.
وبصفتها جارة لإيران، تسعى تركيا إلى الحفاظ على علاقات اقتصادية قوية مع طهران وتعزيزها، وهو حافز قوي في حد ذاته لتركيا لدعم مثل هذه الصفقة.
ثانياً، تتطلب أية منافسة أمريكية محتملة مع الصين أو روسيا إبعاد تركيا عن علاقاتها المتنامية مع كلا البلدين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق