للشاعر ـ حماده ابراهيم
الليل هنا
يتهم الشمس بالنشوز
حين تخرج من عباءته عارية
الليل هنا يوشى للسنابل
أن الشمس زانية
وان الهدهد كذاب
وسبأ لم تعبد..
إلا من يخرج الخبأ
بلادى لم تذق طعم الملح
إلا من أعين الثكالى..
بلادى لم تعرف الشهد
إلا من ريق ذئب
يغتصب البراءة فى المقل..
حين تراوغ جلود الحيات..
النور حول قبورنا..
يفتوننا.. أن الأفعى حانية..
إذ تلعق الشمس من صدورنا
بلسان من بَرَد..
الناس هنا مؤمنون جدا
بأن الغيث يأتى من لَزَج المَخَادع..
دمع الزيتون يصلح فقط
لدهانات القُبُل..
والسفر إلى غيابات الفروج
والنساء لا يجترئن
على الطلق فى العراء...
يخشين مخالب النسور
على أثدائهن إثر اختطاف الفراخ
وهن أيضا مؤمنات جدا
بأنهن خامات لتصنيع الدمى..
موقنات جدا
بأن انطلاق الريح
من دبر الرجال
نذير غضب...
الحاذقون هنا مقتنعون..
بأن للخصيان فى صدر القطيع مهابة..
والنباح الطرى على الطيور الجارحات شهامة..
واهتزاز الذيل عند النقر سياسة..
الناس هنا ينكرون الصهيل
على حناجر الجياد
ويقدسون العواء الطويل..
فيبدعون بصنع أطواق الكلاب
من الذهب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق