بقلم عادل خلف القليعي
بدون ألقاب،بدون أستاذية، بدون مناصب، بدون مؤلفات، بدون شهرة.
كل ذلك يوضع تحت الأقدام، وتنحني أمام ما ساتناوله وسأكتبه
ألا لعنة الله على الظالمين، عنوان مثير للجدال، لماذا لأن اللعنة لعنة الله تعالي أمر جد خطير، ولأن من تصبه لعنة الله أو تحل عليه سيحل عليه الشقاء في الدنيا فلا يسعد أبدا، ويحل نزيلا في دار البوار (جهنم).
كنت أتصفح فيس بوك هذا الصباح فوجدت منظرا مهيبا تقشعر منه الأبدان وتذبل معه العيون خجلا، هذا المنظر لطفلة لم تتجاوز السادسة من عمرها فقدت ساقيها وأحد ذراعيها، تقف علي ساقين صناعيتن، أشبه بسيقان الكراسي، وتقف خاشعة مسلمة أمرها لله تعالي.
تقف بفستانها الأبيض وشعرها الجميل ووجهها المليح تبتسم وترقص، وكأن لسان حالها يقول لمن فعل بها ذلك، افعلوا بنا ما شئتم، أزهقوا أرواحنا تحت الأنقاض، قطعوا أوصالنا ، اتركونا في البرد القارص نتجمد، امنعوا عنا الطعام والشراب والدفء.
اقتلوا أبائنا وأمهاتنا وأخواتنا.
لكن ثم شيئ لن تستطيعوا أن تسرقوه منا،لن تغتصبوه، يا سفاكي الدماء، يا قتلة الأطفال.
ثم شيئ لن تفلحوا في وأده، لن تستطيعوا سرقة الأمل من قلوبنا، قتل الحب من قلوبنا،لن تفلحوا في ذلك أبدأ.
أيها الغدرة الغادرون، أيها الإرهابيون، أيها المرتزقة، من الذي استأجركم لقتل الأطفال وترميل النساء، وتحطيم قلوب الآباء حرقة علي أبنائهم الأبطال، المرابطون الشجعان الذين خرجوا من دورهم يبتغون الشهادة في سبيل الله.
من الذي ذرع الحقد والكراهية في قلوبكم_لا اعتذر منكم_انتم ليس لكم قلوب فلو لكم قلوب، لما فعلتم ما فعلتموه.
أي دين تنتمون إليه، لا دين والله فليس ثم دين يحض علي القتل وسفك الدماء، وترويع الآمنين.
أنتم ذرع شيطان رضعتم لبنا شيطانيا وطعمتم طعاما شيطانيا.
أنتم ومن شايعكم رؤوس فتنة، ولاتقولوا جهاد، ألا لعنة الله علي جهادكم ومن أمركم به وحرضكم عليه.
أنتم رؤوس كفر رؤوس شياطين،صدق فيكم قول الله تعالى.(ألم تر أنا أرسلنا الشياطين علي الكافرين تؤزهم أزا).
زين لكم الشيطان سوء عملكم فرأيتموه حسنا، ويوم القيامة سيفر منكم الشيطان فرا.
ماذا ستقولون عندما يقف طفلا اوطفلة أمام ملك الملوك ويقولون اقتص لنا يارب من هؤلاء.
ماذا سنقول نحن جميعا عندما نقف أمام الله ونسمع الطفل يقول أتمني أن أموت وألقي ربي فأخبره بما فعلوه بنا.
استميحك عذرا بنيتي،استميحك عذرا بني، لا تؤاخذنا أيها الشيخ الكبير،ايتها السيدة الهرمة التي تهدم بيتها فوق رأسها، أيها الطفل الرضيع الذي اخرجوك من تحت الأنقاض.
لا تؤاخذونا جميعا،كلنا متخاذلون، كلنا مقصرون في حقكم، كلنا طأطأنا رؤوسنا واكتفينا بالإدانة والشجب والاستنكار.
لكن إلي غدا قادم أفضل الي غد ترد فيهم لكم حقوقكم كاملة، طالما نتكلم ولن نمل الكلام، طالما بأيدينا أقلامنا الحرة التي لا يحرك مدادها شهوة جاه أو منصب أو سلطان.
جزي الله خيرا كل يد تزرع ولاتقلع، تشيد ولا تهدم، تعمر الأرض ولاتخربها
جزي الله خيرا كل يد تضرب بيد من حديد علي كل من يحاول العبث بمقدرات الشعوب، وإثارة الفوضي والذعر بين الآمنين المطمأنين.
جزي الله خيرا كل من طبطب علي طفل صغير غيبت أباه يد الغدر والإرهاب الأسود.
جزي الله خيرا كل من قال كلمة لايبتغي بها إلا وجه الله سبحانه وتعالي.
أضع كل ألقابي العلمية والإدارية.
تحت قدميك يا بنيتي.
ولن أوفيك حقك من اعتذاراتي
ليتك تقبلين اعتذاراتي
عادل القليعي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق