أخلاقيات البحث العلمي ( كيف تكتب بحثآ علميآ )

  

بقلم الأستاذ الدكتور عادل خلف القليعي، أستاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان .

هذا المقال سيكون مقدمة لسلسلة مقالات سأتحدث فيها عن الأخلاق، طبيعتها وخصائصها علي العموم، ثم بعد ذلك سأتحدث عن أخلاقيات البحث العلمي، وما الذي ينبغي أن يكون عليه سلوك الباحثين، وحال البحث العلمي قديما وحاله الآن، وما الفائدة المرجوة من البحوث بكافة أنواعها وكافة مجالاتها،سواء البحوث النظرية، أو البحوث العملية التطبيقية، وما الذي جناه العالم من هذه البحوث، في جانبها السلبي والايجابي.

ثم ضوابط ومعايير لابد أن تتبع عند القيام ببحث علمي ناجح ، يستفيد منه الباحث واستاذه أيضا ويستفيد منه المجتمع الذي يعيش فيه الإنسان، فالإنسان بما هو كذلك لا ينفصل بحال من الأحوال عن واقعه الذي يحياه، ومن هذا المنطلق يوظف جل اهتماماته الي بحوث تثري حياته المعيشية، شريطة ألا يختار موضوعات تهوي به وبمحتمعه إلي الرزيلة، ويتحول عمله هذا من الخيرية إلي الشرية وهذه احدي أخلاقيات البحث العلمي، فما الذي جناه العالم من بحوث الذرة وانشطارها وتفتتها، ماالذي جناه العالم من سعي العلماء الحسيس إلي التوصل القنبلة النووية، والسلاح النووي، الخراب والدمار وتربص الدول العظمي لبعضها البعض، الكل يتحين الفرصة للانقضاض علي أخيه الإنسان،فكما قال توماس هوبز الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، والضحية من الشعوب الفقيرة والنامية هي التي تدفع الأثمان باهظة، تدفع الأموال لأهل التصنيع ثم يضربوننا بها مرة أخرى، هل هذه أخلاقيات البحث العلمي،

هذا هو الجانب السلبي، ومن الجدير بالذكر ونحن نتحدث عن هذا الجانب وأخلاقيات البحث العلمي، ما يحدث من سرقات علمية للبحوث والرسائل، ممن يدعون زورا وبهتانا أنهم أهل بحث علمي، يسرقون مجهود الغير وينسبونه لأنفسهم وهذه الظاهرة تفشت بصورة لافتة للنظر، وللأسف لأيام اكتشافها الا مصادفة، وللأسف الشديد تفشت هذه الظاهرة بين بعض الأساتذة، الذين يأخذون بحوث تلاميذهم ويقدمونها للترقية، يترقون بها، وقد فطنت الجامعات مؤخرا لذلك ، وانشأوا ما يسمي بنسب الاقتباس للكشف عن مثل هذه البحوث علي هي مقتبسة (بأسلوب مهذب)، لكن في حقيقة الأمر هل هي مسروقة من الغير أم لي.

لكن أسأل من يفعل ذلك هل هذه من أخلاقيات البحث العلمي، أن تأخذ مجهود غيرك وتنسبه لنفسك.

أيضا من ما نراه ونسمعه من تطاول بعض طلاب البحث علي أساتذتهم بالسب والقذف، وكذلك من تعالي بعض الأساتذة علي طلابهم وتهديدهم وتوعدهم إذا لم يفعلوا كذا ويحضروا كذا ويقدموا الهدايا والقرابيين فلن تجاز بحوثهم ولن يحصلوا علي درجاتهم العلمية نظام الاستبداد والاستعباد، هل هذه أخلاق البحث العلمي.

أما الجوانب الإيجابية للبحوث العلمية،فهناك بحوث مستمرة في التوصل لعلاج ولقاحات لكثير من الفيروسات المتحورة، والعلماء لا يألون جهدا يواصلون الليل بالنهار، لا يتركون معاملهم خدمة للإنسانية وتخليصها من مثل هذه الفيروسات الفتاكة، كذلك البحوث العلمية التي تسعي لاستخدام الانشطار النووي في الأغراض السلمية، والتي تستخدم في مجالات الطب العديدة، كذلك البحوث في مجال الهندسة الهندسة الوراثية،وفي مجال الزراعة،

وكذلك في مجال الإقتصاد والسياسة والتجارة دونما إخلال باخلاقيات البحث العلمي.

وثمة خطوات ينبغي أن يتبعها الباحث الجاد ليصل ببحثه الي بر الأمان ويخرج بحث متزن هذه الخطوات هي:

1-اختيار الموضوع،وليس شرطا ان يكون الموضوع جديد لم يتطرق اليه احد،فالفكرة ليست حكرا علي احد بعينه ،المهم الطرح والمعالجة والنتيجة. 2-توضيح سبب اختياره ،واشكاليته،ومنهجية البحث سواء سيستخدم المنهج التحليلي او المقارن اوالنقدي كل حسب طبيعة الموضوع 3-تقسيمه سواء الي ابواب وكل باب يندرج تحته فصول او فصول او حتي مباحث 4-خاتمة البحث واكرر خاتمته ليست تلخيصا له وانما نتائج لموضوعات جديدة. 5-قاىمة المصادر والمراجع وينبغي الا يوضع القران كمرجع لان المرجع يحتمل الخطأ او الصواب والقران دون ذلك. 6-فهرس الموضوعات،وان تتطابق عناصر الفهرس مع عناصر المتون.7-كتابة المقدمة،ورب سائل يسألني المقدمة رقم 7ارد عليه واقول المقدمة اول ما يقرأ في البحث وأخر ما يكتب. هذه هي الخطوط العريضة لكتابة البحث.  اما التفريعات ا-فهي جمع المادة العلمية الخاصة بالموضوع سواء المصادر او المراجع وافضل النسخ الورقية وان تعذر اللجوء الي PDF, والنت   ب-تدوين المادة العلمية في بطاقات ان اردت او الرجوع الي المرجع رأسا كل مادة بما ترتبط به في الفصول. ج-متابعة استاذك متابعة جيدة بمعني تطلب منه لقاء علي الاقل كل شهرزلعرض عليه المادة العلمية اذ ليس كل ما يقرأ ويجمع يكتب فلابد من دليل لك. د-مرحلة الكتابة وتأتي بعد تنسيق المادة وترتيبها وتهذيبها،وبعد الاستعانة بالمصادر الاصيلة وكذلك الحديثة والمعاصرة. ھ-الكتابة والكتابة لا تعني القص واللصق بل الفهم الجيد لفحوي ومدلولات النصوص وشرحها شرحا دقيقا وليس معني الشرح ان اشرح فقط بل اضيف وجهة نظري. و-كتابة المصادر والمراجع وترتيبها ترتيبا هجائيا. ثم عمل فهرس للموضوعات،،،،والنقطة المهة الصبر علي البحث والتأني والطاعة لاستاذك والعمل بكل نصائحه وتوجيهاته مع ابداء رأيك في ما يطلب منك لا مانع في ذلك،،والنقطة المهمة ايضا المراجعة اللغوية لبحثك ان استطعت انت فنعمة وان لم تستطع ادفع به الي مصحح لغوي متخصص ولا تدفع به الي مغلط لغوي يقودك وبحثك للبهدلةعلي المنصة من السادة المحكمين. ثم التنسيق والمراحعة وراء المطبعة. بذلك اعتقد انه سيخرج بحثا طيبا. تمنياتي لكم أبنائي بالتوفيق. شكرا.....