بقلم الأستاذ الدكتور عادل خلف القليعي أستاذ الفلسفة الإسلامية بآداب حلوان.
حقا لا يغني حذر من وقوع القدر، فقدر الله تعالي نافذ لا محالة، فلا نهرب من قضاء الله إلي قضاء الله تعالي.
لكن ليس معني ذلك أن نتقاعس ونتواكل ونقول كل شيئ بقدر الله وأنه لن يصيبنا الا ما قدره الله تعالي، هذا حقيقي جدا، لكن في نفس الوقت فإن الله تعالى أمرنا بأن نأخذ بالاسباب والحذر والحيطة وبعدها نتوكل علي رب الأسباب سبحانه وتعالي درءا لشبهة التواكل فنحن لسنا متواكلين وانما متوكلون علي الله ومن ضروريات ومقدمات التوكل نعقلها ونتوكل أي نأخذ بأسباب النجاة.
نعلم أن هناك فيروس فتاك لعين قاتل يباغت الإنسان فجأة هو متحور دلتا الذي يهاجم رأسا الجهاز التنفسي، يسرقك سرقة دون أن تظهر عليك أية أعراض وقد تكون حاستي الشم والذوق كما هما ولا يظهر عليك اعياء أو إرهاق، كل ما يظهر عليك أنك في حالة توهان وفقدان لذاتك،وفجاة تفاجئك درجات الحرارة بارتفاع شديد،مهما أخذت خافضا للحرارة تهدأ لسويعة ثم تهاجمك السخونة التي قد تصل لأربعين درجة وهذا من رحمة ربي لأن ذلك ينشط الجهاز المناعي ليقاوم هذا الهجوم الشرس الذي يفقدك توازنك ويقعدك حتي عن الحركة.
هذا ما حدث معي بالضبط،كنت قد عانيت من بعض أمراض الجيوب الأنفية وعفيت ومارست حياتي وذهبت إلي الجامعة لحضور احتفال تخريج دفعة الفلسفة وكنت في منتهي النشاط والحيوية،وبعدها اتجهت ليلا للخروج علي الهواء في الإذاعة المصرية،وبعدها بيوم كل أموري طيبة ذهبت إلي الجامعة وعقدت مجلس القسم.
أتصل بي أحد الأساتذة يدعوني للمشاركة في مناقشة ماجستير وقتها كان الطالب سيحال الي العزل،عكفت علي قراءة الرسالة في حوالي خمسة أيام وقتها كان الجو شديد الحرارة لكن حرصا علي مصلحة الطالب اصريت علي إكمال مطالعتها.
شعرت بالتعب أخذت حقن مسكنة وخافض للحرارة وهديت المواضيع لبعض الوقت، ذهبت إلي معامل التحاليل وأجريت فحوص كورونا خشية أن أكون قد أصيبت لكن النتائج سلبية حمدت الله خصوصا أن الأستاذين اللذين سأناقش معهما كبار السن.
حقا لايمنع حذر من قدر، توجهنا الي جامعة الفيوم وقبلها بليلة تواصلت مع الأستاذين واخبرتهما اني مقبل علي دور برد وعملت تحاليل كورونا حتي لا يؤذي أحد والنتائج سلبية ولله الحمد.
وفي الصباح ركبنا السيارة والتقينا في الطريق بأحد الاساتذة المناقشين وركب معنا ولم أكن مرتديا الكمامة وهذا الأستاذ يكح بطريقة غريبة سألته ما بك يا أستاذنا قال كنت محجوزا في العزل قلت له كورونا قال نعم،لكن عملت مسحات وطلعت سلبية، قلت في نفسي سلبية كيف وكحتك تملأ المكان.
أخرجت الكمامة من جيبي ولبستها لكن بعد إيه،الرجل كح،وعطس وتحدث في تليفوني،قلت في نفسي ربنا يسترها لبست كورونا.
طب يا أستاذنا خارج من العزل ولم تقل لنا ونعلم مصادفة ولماذا كل ذلك هناك طرق للمناقشة أون لاين،أخبرنا بدلا من الاذي غير المقصود طبعا.
عدنا إلي القاهرة لكن هواجس الفيروس تراودني من جديد أحاول أن اتماسك، وصلنا قرابة المغرب،وصلت بيتي وتناولت العشاء وسط أبنائي ونزلت كعادتي لصلاة العشاء ليس هناك أية أمور غريبة.
في اليوم التالي استيقظت وكأني بكثبان رملية علي كل جسدي قمت من نوم وفطرت ونزلت لصلاة الظهر،لم أشعر والله بقدمي وأنا أسير في الطريق،جلست في المسجد راحت عيناي في النوم حوالي نصف ساعة بعد أداء الصلاة.
خرجت من المسجد أجر قدمي جرا، حاولت أن اشغل نفسي في شراء بعض أغراض المنزل، صدقا لم استطع حتي حمل كيس العيش،جريت علي المنزل ودخلت والعرق يتصبب مني، قلت اخلد للنوم لفترة لعله إرهاق المناقشة والسفر ولم استطع النزول للعشاء،وطبعا أتصلت بأخي الطبيب الذي كتب لي حقن مضادات حيوية وخافض ولم يفلحا معا، استيقظت صباحا حالتي قد تحسنت قليلا كان هناك عمل عالق في الكلية كان لابد من انجازه.
وعدت من الكلية قرابة العصر والله اصدقكم القول أنا لا أدري كيف عدت من الكلية واستلمت سرير غرفة مكتبي وبدأت الحرارة في الإرتفاع واقاومها تهدأ لفترة ثم تعود، واير المضادات الحيوية، إلي يوم الجمعة قلت لابد من مراجعة الطبيب
دخلت عليه وحكيت معه وقلت له كل صغيرة وكبيرة طلب اشاعات مقطعية وتحاليل،
وبالفعل شخص الحالة بعد أن كشف كشفا دقيقا علي صدري وهو أستاذ جهاز تنفسي،سكت،ثم قال دكتور عادل اشتباه كورونا رددت قلت لاحول ولاقوة إلا الله هي كورونا يا دكتور
وكتب كورس علاج كورونا مكثف،قائلا متحور دلتا هاجم بمنتهي الشراسة الجهاز التنفسي ولولا مناعتك قوية لكنت نقلتك المستشفي الآن.
واوصاني بالعزل التام في غرفة في منزلي أخترت غرفة مكتبي،الكتب ورايا ورايا،واغراضي الشخصي معي الفوطة الخاصة وخلافه،لا أحد يدخل علي الا لتقديم الطعام من خارج الغرفة،
أنظر لأولادي وهم يلعبون في ريسيبشن الشقة ولا استطيع ان احتضنهم وعلي الرغم من ذلك فلم يسلموا من هذا الوباء اللعين لكن لصغر سنهم أتت معهم خفيفة ولله الحمد.
عشرة أيام من الحبس الانفرادي لا أفعل شيئا اللهم إلا تناول الإفطار ووجبة الدواء والغداء والدواء والعشاء والابر المضادات الحيوية،ليس لي هم اللهم إلا الصلاة جالسا والدعاء والتسبيح والاستغفار.
والله حتي الرد علي التليفون فلم استطع،حتي الكتابة كان الكلام يتداخل مع بعضه،فاستغفر الله.
إلي أن أنعم الله تعالي علي لمعاودة الطبيب هذه الليلة وأجري الفحوصات كلاكيت تالت مرة وتأكد أن الأمور باتت علي ما يرام شعرت أن مولدا جديدا ينتظري نزلت فرحا من عنده أوصاني أن أكمل أدوية المناعة لمدة أسبوع آخر.
يا سادة مقالي هذا قصة حقيقية تعرضت لها، لذلك ارجوكم خذوا حذركم وحافظوا علي أنفسكم وعلي أولادكم وبيوتكم،وحافظوا علي ابنائكم الطلاب فنحن مقبلون علي موسم دراسي وهذا المتحور لا يرحم والله حتي الأطفال الصغار.
الحمدلله رب العالمين.
علي فكرة صورة المقال من علي منصة آداب الفيوم هههههههههههه.
تعليقات
إرسال تعليق