كتبت/ رباب نصر الشاهد
أعرب الدكتور دكتور شعبان عبد الحكيم محمد عن سعادته بفوزه بجائزة الدولة التشجيعية عام 2016 عن كتابه "اتجاهات الرواية العربية من عام 1960 - 2010"
وكانت ذلك بمثابة دافع له في هذا المجال والاستمرار به وقال إن المنافسة على الجائزة كانت مع مجموعة من الأسماء المهمة في مجال الرواية،
والذين شرفت بالمنافسة معهم على الجائزة". وأضاف أيضا أنه حصل علي جائزة إتحاد كتاب فى مصر في مجال النقد الأدبى عن كتابه التجريب في "فن القصة القصيرة من عام 1960 -2000" وشدد على أنه يحرص على أن تكون لغة الرواية مثقلة باللغة الشعرية،
وأن تمتاز بخفة وبساطة السرد، وحصل من قبل علي جائزة التميز من اتحاد كتاب مصر عام 2020 وهذه الجائزة تمنح بالاقتراع وهى أرقى جائزة باتحاد كتاب مصر وأستلم الدرع وشهادة تقدير يوم 25 ديسمبر الماضى لظروف كورونا لغةالرواية مثقة بلغة شعرية ، وهذه اللغةتعطى النص نسغًا جديدًا فى الاداء .....
وكانت الجائزة عن دراسته الجميلة عن رواية سفر الموت لشطبى ميخائيل ....بعنوان الحداثة وثنائية الموت والحياة قراءة فى رواية سفر الموت لشطبى ميخائيل
" سفر الموت " عنوان صادم على غير المعهود فى عناوين الروايات التقليدية ذات النهج الكلاسيكى، العنوان عتبة أولى للنص ، والكاتب يصدم أفق توقع القارىء ، فيتوقع أن يقرأ " كتابًا " عن الموت ، ولكنه يفاجأ بنص روائى طازج ، شهى الأُكل ، فلا يقرأ كتابًا ، يتسم بصفات منهجية الكتاب ، ولكنه يصحبنا المؤلف إلى رحلة أدبية فى نص مدهش وجميل عبر رواية عزيز باخوم عن لحظات ينتظر فيه موته ، وقد جعل من روايته نصًّا فنيا وعن الموت ، الموت الذى يستقطب الرواية -
والحياة - من بدايتها لنهايتها ، الموت العضوى الذى يوشك أن يقضى على عزيز باخوم البطل ) الراوى ) والموت لأفراد أسرته ، والموت لمن حوله فى السراية ، والموت المعنوى الذى يطبع الحياة بميسمه ، فيذهب بجمالها ، ويجعلها جحيمًا ، والموت المعنوى لوطنه سواء على مستوى القرية ، أو على مستوى الوطن عامة . فالبطل يعانى من حمى شديدة تنبىء بنهايته ، فيهذى متوقعًا نهايته أية لحظة ،
وهذا الشعور المرير جعله يعزف قيثارة الحزن الشجى ، لحن الموت ، والتحلل ، والتعفن ، والزوال ، ويجعل نصه سيمفونية شجية مؤسية عن الموت وعبثية الحياة ، يعيش أصعب اللحظات على سرير الموت ، تتوعده الحمى بنهاية أجله ، يقول " زمن أصم ميت : أزهار وحشية وطيور عمياء تصفق فى وجهى أجنحتها ، رحلتى الفردانية التعيسة ، موكب حزن جنائزى ، سماء موحشة ، ومياه سوداء ،
آه يا للرحلة المتكررة فى حضن الحزن الآسر ، حزن الأحزان ، أقسى الأحزان طرًّا ، كأنى أحمل جثة طفل وحيد لى إلى مثوى مجهول ، لا أريد أن أدفنه ، ولا أعرف ما أفعل به ، ولا إلى أين أمضى " (3) يتوالى فى تداعياته وذكرياته ، وتأملاته المؤلمة التى توحى باستيلاء الموت على أعضاء جسده ، وانتهاء حياته ، فلا يشعر بالحياة اللذيذة الجميلة ، وتصبح اللحظات التى يعيشها مسلسلا من التوجس والخوف ، وانتظار الموت والزوال فى انتظار الأبدية ،
فلا يسمع سوى معزوفة " موت " فى دقات الساعة ، فى نبضات قلبه الواهن " تك تك تك ، تلك خطى الموت ، أسمعه يصعد الدرج ، عبر الطنين المتصاعد ، خطواته لا تنتهى ....وصدى بعيد كالصرير وسط الكون الشامل الذى يرين على الآفاق البعيدة ، كأنها سنة من النوم تعقب صوت الآذان ، قبل أن ينتعش الفجر الوليد ، أغمض عينى ، طنين داخلى ودقات فوق الجدار ....تصعد إليك هامسة فى الأعماق " ) ص 9
( ولا يشاهد سوى شبح الموت ، وما بعد الموت من زوال وتحلل ، فأصبحت الحياة فى زينتها بهرجًا فارغًا ، لطقوس الموت ، كما يقول الحياة " سلة مليئة بزهور سامة ، تلك هى الحياة ، أحلام عابرة وهذيان ، وكل شىء يركض إلى الوراء ، من الظلام إلى الظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق