منذ أكثر من ٢٥٠ عام و العلماء يحاولون التوصل الي سبب وجود أشخاص مجرمين و قتلة متسلسلين ،
فهل هو سبب وراثي جيني ، أم سبب اجتماعي بسبب الاسرة و النشأة، أم بسبب اخر لا نعلمه بعد ..
جون دامر أحد أشهر المجرمين الخطرين علي الإطلاق ، هو قاتل متسلسل يقوم بقتل الرجال فقط ،
كان جون طفل غير طبيعي ، كانت أمه مدمنة علي حبوب مخدرة و كانت تتعاطي تلك الأدوية اثناء الحمل و أعتقد ان هذا كان له دور كبير في وجود خلل ما في شخصية جون دامر ،
كما كان والديه دائمي الشجار بشكل لا يحتمل ، و كان والده دائم الغياب عن البيت بسبب العمل ،
و حين كان يتواجد الأب كان يقضي الوقت مع جون في القيام بعمل غير طبيعي و هو تشريح الحيوانات الميتة !
مما اثار انتباه طفل صغير مثل جون و جعل الأمر من أكبر هواياته التي أصبح مهووس بها بشكل دائم ،
حتي أنه أثناء الدراسة في أحدٍ المعامل إحتفظ برأس خنزير و حمله معه الي بيته..
في ظل تلك الظروف الصعبة نشأ جون دامر
حتي انفصل والديه و هو في السابعة عشر من عمره ..
و للأسف سافر أبوه تاركا إياه مع أمه التي لم تلبث أن حملت أخاه الصغير و رحلت عن البيت تاركة جون وحيدا تماما ،
بالطبع أصاب جون شعور كبير بالتخلي و الرفض و الكراهية مما اثر بشكل كبير علي تشكيل شخصيته المريضة المختلة لاحقا…
منذ سن الثالثة عشرة و جون يشعر بميله الكبير نحو الأولاد و ليس البنات و حين تقدم في العمر أصبح متيقنا أنه شاذ جنسيا ،
و أصبحت تراوده خيالات و افكار غريبة و شاذة ، حاول أباه ادخاله الجيش حين لاحظ إفراط جون في تناول الكحوليات ..
و بالفعل انضم فترة للجيش لكنهم سرحوه نتيجة تعاطيه الخمر بشكل مستمر ،
و عاد جون لبلده و كان أبوه قد تزوج و لم يكن يرغب في إقامة جون عنده بالمنزل
فوفر له السكن عند جدته لأبيه ، كانت جدته سيدة طيبة و متدينة و قد أحب جون الإقامة معها ، و لكن ذلك لم يمنعه من الاستمرار في إدمان الخمر أو في التفكير الشاذ الذي لم يفارقه لحظة ..
حتي كانت أول حادثة قتل ، أثناء قيادته للسيارة أعجبه شاب يجري فتوقف عنده و أقنعه بأنه علي استعداد لإيصاله الي وجهته فوافق الشاب و ركب معه و عرض عليه جون قضاء بعض الوقت في منزله قبل ايصاله لشرب شيء ما و الاستمتاع قليلا فقبل الشاب و توجه فعلا معه لبيته ،
حاول جون التقرب منه لاحقا لكن الشاب كان سويا و ليس شاذ جنسيا مثل جون فدفعه بعيدا مما آثار استياء جون فقام بحمل وزن من أدواته الرياضية و قام بقتله ،
ثم حمله الي قبو المنزل و قام بتقطيعه و أخذه في أكياس قمامة و القي كل جزء بمكان …
و هكذا بدأت سلسلة لمً تنتهي من القتل التي استمرت حتي تم القبض عليه و هو في الثلاثين من عمره ،
كان يشعر بمتعة رهيبة حين يقتل شخص ما و لم يكن قتله بدافع الغضب بل بدافع السيطرة ، كان يرغب في ألا يتخلي عنه أحد فأراد الاحتفاظ بكل شخص يدخل بيته ..
كان يشعر بسعادة كبيرة لوجود كل هذه الجثث حوله بل أنه كان يقوم احيانا بطهي قلوبهم و أكلها!
اثار جون دامر غضب و حنق المجتمع الامريكي كله حينها ، فلقد قام بقتل أكثر من خمسة عشر رجلا من الأفارقة غالبا ،
و بعد الحكم عليه بالسجن مدي الحياة بدأ جون في قراءة الانجيل و محاولة التقرب من الله حتي أنه طلب من القسيس في السجن أن يقوم بتعميده و بالفعل تم ذلك ،
و استمر جون في محاولاته الإيجابية …
لكن لم يحالفه الحظ كثيرا ..
ففي يوم ما أثناء عمله داخل السجن أغلق عليه شاب إفريقي المكان ،
و قد كان ثائرا بالطبع لما قام به جون نحو هؤلاء الضحايا من عرقه ،
فقام بقتله بوزن رياضي حتي فارق الحياة بعد ثلاث سنوات من سجنه…
بعد محاولات العلماء تفسير هذا النمط الإجرامي لجون دامر ، كان تأثير نشأته هو البارز علي الإطلاق ، و لكن لا يزال هناك أسباب لم يتوصل لها العلماء لمعرفة اسباب وجود مجرمين بتلك الخطورة حيث أثبت الطب أنه ٢٥٪ منهم مصابين بتأخر عقلي و ذكاء منخفض…
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق