كتب ـ أحمد عز الدين
تحت سماء الغربة، وعلى بعد آلاف الأميال من أرضه، خطى كريم الفارس أولى خطواته في رحلة لم يكن يعلم أين ستقوده
شابٌ في مقتبل عمره، حمل حقيبته الصغيرة، وملأ قلبه بآمال كبيرة، تاركًا خلفه ذكريات الطفولة، باحثًا عن فرصة أفضل، وحياة تليق بأحلامه.
كريم الفارس لم يكن مجرد مسافر، بل كان مثالًا حيًا لقصة شاب واجه تحديات الغربة بشجاعة.
بدأ طريقه بخطوات مترددة، مليئة بالخوف من المجهول، لكنه سرعان ما أدرك أن الغربة ليست مجرد انتقال جغرافي، بل معركة نفسية حقيقية.
معركة بين الحنين إلى الوطن، وبين الرغبة القوية في بناء مستقبل أفضل.
واجه كريم ليالي طويلة من الوحدة، و اوقات عصيبة من العمل الشاق، مر بلحظات ضعف وشعور بالانكسار، لكنه كان في كل مرة يقف من جديد، وبداخله إيمان كاملاً ان من يحمل الوطن بداخله، لن يضيع في الغربة.
وبفعل عزيمته وإيمانه كريم الفارس اليوم، هو رمز للذين لم يستسلموا.
فبفضل إصراره وعزيمته، استطاع أن يصنع لنفسه مكانًا في الغربة، دون أن ينسى يومًا من أين جاء،
فخلال غربته عمل كريم مثل أي شاب موظف في كثير من الشركات واستطاع ان يكتسب منهم خبرة في عدة مجالات
وبعد ١٠ سنوات من الغربة كانت النهاية الغالبة هو ان القلب المعلق بين سماء الغربة قد عاد، حاملاً بين يديه قصته الذي كتب سطورها بعرقه وصبره ودموعه.
وكانت عودته لمصر في بداية الحرب الروسية الأوكرانية
وفي ذلك الحين واجهه كريم الكثير والكثير من العقبات والتعثرات لكنه استطاع ان يتخطاها بكل قوة
وبدأ رحلة أخري من السعي والكفاح داخل مصر
وبعد عمله لمدة سنتين في بعض شركات روس اتوم الروسية المسؤولة عن بناء محطة الضبعة للطاقة النووية استطاع ان يؤسس شركته الخاصه موسكو اتوم انيرجي الرائدة في الانشاءات الهندسية و التوريدات.
قصة كريم هي رسالة لكل شاب، أن الغربة قد تسرق منك لحظات، لكنها تهديك النضج والقوة، وأن الطريق إلى الأحلام وإن كان بعيدًا، يبدأ دائمًا بخطوة شجاعة... حتى لو كانت الخطوة الأولى مؤلمة.
واختتم معكم مقالتي بأجابة مختصره من المهندس كريم الفارس عن قصة كفاحه
"اعتقد المثابرة و استمرارية السعي هو أقوي سلاح لنجاح اي شخص و بلدنا فيها خير كثير لكن لازم نكون جاهزين دائما بخبراتنا و دراستنا عشان لما الفرصة تيجي نستغلها صح".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق