ميزة جدول التنقل

جدول التنقل
404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • الطفل العدواني .. جاني أم مجني عليه ؟

    الطفل العدواني .. جاني أم مجني عليه ؟

     




    بقلم  : نسرين معتوق 


    يكاد لا أحد منا لم يصادف أو ( على أقل تقدير ) يترامى إلى مسامعه ذلك النوع من الشكاوى .. " طفلي أصبح خارج السيطرة " ، " لم أعد استطيع الخروج بطفلي في الأماكن العامة فهو دائماً ما يثير المشاكل " ، " طفلي عنيف " ، " أصبح طفلي يدخل في نوبات من الصراخ و التمرد و لا استطيع إيقافه " .

    تلك الأنواع من الشكاوى و التي إذا ما كانت تصف سلوك دائم أو متكرر درجة التواتر ، فإنها تصب جميعها في أننا أمام مشكلة أو سلوك العدوان ، و بالتبعية يوصف الطفل ممارس هذا السلوك " بالطفل العدواني " ..  و لكن قبل تناول العدوان كسلوك و معرفة صوره و أسبابه و كيفية التعامل معه و طرق علاجه ، يجب أولاً أن نحدد معنى مصطلح " عدوان " . 

    تعرف علوم الاجتماع و السلوك العدوان بأنه  " هو كل سلوك موجه ناحية الأخر و يكون المقصود منه إلحاق الأذى و الضرر بهذا الأخر أو تدمير ممتلكاته .. اي أن هذا السلوك يهدف إلى تحقيق الإيلام للطرف الموجه له الفعل ( جسدياً أو معنوياً ) . 

    و برصد بسيط لصور العنف من حولنا فسيكون بالامكان تقسيم تلك الصور لنوعين و هما .. العنف المادي و يشمل كل أذى يوجه للأشخاص أنفسهم ( مثل الضرب و العض .... و أي أذى يلحق بهم جسدياً ) و يضاف إليه كل عنف يوجه لممتلكات الأشخاص أيضاً ( سواء بإتلافها أو حتى بإخفائها و لو لبعض الوقت بقصد الأزعاج و الإيلام ) . 

    أما النوع الثاني فهو العنف اللفظي و يتمثل في استخدام السباب و الشتم و كذلك توجيه الكلمات الجارحة بقصد السخرية أو التهديد . 

    كل هذه الأفعال و بهذا التعريف تجعل مرتكبها يقع و لا محالة تحت المحاسبة القانونية ، و لكن .. 

    ماذا لو كان ممارس هذا السلوك هو طفل ؟ 

    إذا نظرنا إلى ما إذا كان ممارس هذا السلوك هو طفل ، فإن هذا التحليل يأخذ منحنى أخر ، لأنه تصبح احتمالية أن يكون العدوان ( المتمثل في صور العنف السابق ذكرها ) هو طريقة تواصل لطفل ضل الطريق الصحيح للتعبير و التواصل مع من حوله .. سواء لاضطراب بمشاعره أو لإحباطه أو إحساسه بالإهمال أو التجاهل أو لغضبه بسبب وقوع ظلم عليه . 

    و لأن لكل سلوك أسبابه فإنه يمكن ذكر عدد من الأسباب الأكثر شيوعاً و التي قد تجعلنا بالنهاية نواجه مشكلة الطفل العدواني أو العنيف ، و عليه .. 

     - تأتي القدوة السيئة كمسبب أول لهذه المشكلة ، سواء كانت القدوة السيئة متمثلة في الأب أو الأم أو الإثنين معاً أو كان الأخ أو القريب أو حتى الزميل  ( خاصة لو كان المشهد يحسم بالنهاية لصالح ذلك الشخص ممارس العنف أو العدوان ) . 

     - ‏ثم تأتي طريقة التربية كسبب تاني إذا كان في ملامحها ( القسوة أو السيطرة أو التمييز ضد الطفل ) . 

     - ‏ثم يأتي التدليل كسبب ثالث ، خاصة لأنه يولد شعور دائم بالأحقية في كل شيء و بأي طريقة . 

     - ‏و قد يكون الطفل نفسه يعاني من إعاقة جسدية و لم يتلقى التأهيل النفسي الكافي للتعايش معها ، كما قد يكون  الطفل يعاني من اضطراب ما (  كإضطراب فرط الحركة و تشتت الانتباه ) مما يفرض عليه أسلوب حركي يتصف بالنشاط الزائد و يخرج هذا النشاط في صورة أفعال عنيفة . 

     - ‏كما أن فقد الإحساس بالأمان لغياب الأب تحديداً و عدم التواصل معه ، و عدم وجود من يلعب دوره كبديل له في حال غيابه الدائم .. يعد مسبب مهم أيضاً . 

     - ‏أخيراً  ( و هو الأخطر ) السوشيال ميديا و التي أصبحت تلعب دور أساسي في تشكيل شخصية و سلوك الأفراد عامة و لا سيما الأطفال ، و ذلك لإتساع مدى تأثيرها و صعوبة القدرة على فلترة المحتوى المقدم من خلالها ( خاصة في ظل ما تقدمه من مشاهد عنيفة ، فضلاً عن إنتصار ممارسها  ) . 

     كل هذه الأسباب هي على سبيل المثال و ليس الحصر ، و بالتالي يجب النظر جيداً في البيئة المحيطة بالطفل للوصول لمسببات المشكلة  . 

    ‏ننتقل الآن لطرق العلاج و التي أول و أهم مرحلة فيها هي الوصول للسبب الرئيسي أو الأساسي في السلوك العنيف عند الطفل ، ثم إنهاء هذا السبب لنستطيع أن نبدأ في تعديل السلوك ، حيث أنه لا يمكن تعديل السلوك مع بقاء السبب . 

    - ثم يجب بعد ذلك تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بطريقة سلمية . 

    - ‏و يجب الحرص أيضاً على وضع قواعد واضحة و ثابتة في التعامل مع الطفل داخل المنزل و توضيحها له و التأكيد عليها ، ذلك لأن غياب السلطة الضابطة أو اضطرابها يولد اضطراب لدى الطفل . 

    - ‏ضرورة ممارسة الرياضة و بشكل دائم . 

    - ‏و أخيراً تعزيز السلوك الإيجابي من خلال المكافأة على كل تحسن ، مع البعد أن استخدام العقاب البدني في حالة عدم الإلتزام مع استمرار المناقشة و الحوار بهدوء .

    هذا النص هو مثال لنص يمكن أن يستبدل في نفس المساحة، لقد تم توليد هذا النص من مولد النص العربى، حيث يمكنك أن تولد مثل هذا النص أو العديد من النصوص الأخرى إضافة إلى زيادة عدد الحروف التى يولدها التطبيق

    الكاتب : محمود

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق

    جميع الحقوق محفوظة ل algomhuria
    تصميم : عالم المدون