كتابة / وعد العيسوي
كل حكم تجرد من العاطفة، مُجَرَمْ.
وأهم دوافع العدل هي العاطفة
وعندما نواجهه جرائم اليوم نؤمن أن
قواعد الحكم المتجذرة أصبحت هاشة
فبعد تعايش الرأي العام هذا الاسبوع مع قضية بشعة تحول فيها الجاني الي مجني عليه
تهتف القلوب سائلة أين العدل ؟
نسمع الصراخ يعلوا
فقد مات عمر
حقا مات عمر وماتت الرحمة
يعتقد البعض أنه لن يقرأ الإ في الأساطير فقط
عن رجال بلد كاملة اتحدوا علي قتل شاب صغير في مقتبل عمره لانه سرق منهم قطعة خبز
لنفجع في صباح الجمعه الماضية علي انتشار خبر وفاه مؤسف جدا
هو في الحقيقه ليس خبر وفاة شاب فقط لكنه خبر وفاة للرحمة في قلوب كل من مر ورأي وسمع اهالي كفر الدوار وهم يتكاتفو علي صلب شاب لم يتجاوز ال ٢١ من عمره علي عامود كهرباء في الشارع،
واستمروا في تعذيبة مايقرب من ١٢ ساعة دون رحمه ولا شفقة حتي لفظ انفاسه الاخيرة
وذلك بعدما تبين لهم انه يحاول سرقة ماتور سيارة لم يتجاوز سعره ال ٥٠٠ جنيهاً
غضوا النظر عن انه حاول السرقة بسبب الجوع
ولم يأخذوا في الاعتبار شئ عن حرمة الموت
ولم يكفوا عن الجهود،
ولكنهم،
حملوه في وسيلة مواصلات بدائية والقوا به امام منزل والده
والده الذي شب شعر رأسة من الحزن والعجز ووقف امام المشرحة منتظر خروج جثة قرة عينه
وهو يقول "ابني مات متهان ومات جعان"
ابنه عبد اللطيف ضحية الرحمة وضحية الفقر وضحية رجال كفر الدوار ونسائها وشبابها التي لم يكلف منهم احد نفسه بالدفاع عنه
نتبرأ امام الله من القاسية قلوبهم
وندعوه بألا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق