حوار : نور عزت الياسين
عند تناولنا للشهيد فى حديثنا فلا يسعنا أن نقول أكثر من أنّه شخصٌ كريم الأخلاق ونبيلٌ ينتمي إلى طبقة عالية من طبقات البشر، لا يستطيع أن يبلغها أحد من الناس إلّا من استطاع أن يبلغ رتبة الشهادة، فالشهيد شخصٌ رأى أنّ في الحياة ما يستحقّ أن يبذل روحه من أجله، أو لنقُل إنّ الشهيد قد وجد غايةً ساميةً أعلى من حياته فوهبَ روحه في سبيل تحقيق تلك الغاية، وهذه هي الغاية التي يطمح الإنسان للوصول إليها من الأخلاق والمكارم الرفيعة التي هي المعيار في ارتقاء الأمم ووصولهم إلى أرقى درجات الحضارة والإنسانيية
واليوم نعيش معكم لحظات ومقتطفات من حياة الشهيد الرائد سعيد حمدي أحد شهداء بئر العبد من أبناء القوات المسلحة المصرية نهاية أغسطس الماضى ترويها لنا السيدة " شروق أشرف " زوجة الشهيد .
- نود فى البداية أن نتعرف منك مع السادة متابعي الجريدة على حياة الشهيد العسكرية كيف بدأت وكيقدف تدرج فى العمل العسكري مرورأ ببطولاته نهاية باستشهاده !!!؟
. الشهيد رائد سعيد حمدي سعيد
دفعة 107 حربية سلاح الاستطلاع
مواليد 25/6/1992 محافظة القاهرة.
حاصل علي عدة تكريمات لدوره و مشاركته في العملية الشاملة سيناء 2018
حاصل علي فرقة قادة سرايا بتقدير امتياز
سعيد اتنقل سينا واحنا مخطوبين و كان مخبي فترة كبيرة علي الكل بس عرفت من صوت الرصاص الدائم اثناء مكالمتنا. كانت فترة صعبة لأنها كانت فترة العمليات الشاملة بسينا و كان يوميا بسمع منه عن يا صديق اتصاب يا زميل استشهد و حمدت ربنا علي مرورها بسلام بعد ثلاث سنوات من تعب الاعصاب و القلق و الحرمان منه أغلب الأوقات و صعوبة حتى التواصل معه للاطمئنان عليه.
سعيد كان شخصية يستدعي القلق عليها لأنه مقدام فكان دايما يتقدم الصفوف قبل عساكره او الضباط الأحدث والأقل خبرة. كان لا يهاب الموت ، فأكثر أمنية كان شديد الإلحاح في طلبها من الله و الدعاء بها كانت الشهادة. و كنت شديدة القلق عليه لاني اعلم جيدا ان لا يوجد ظابط وطني ذو أخلاق مخلص في طلب الشهادة الا و نال من الله طلبه. لذلك كنت اقاطع دعائه كثيرا و اطلب منه ان يتذكرنا انا و ابنه كلما أغرته الشهادة.
و بعد ما انهي سعيد مدة الثلاث سنوات خدمته في سينا. و كرمه القائد ملقبا إياه بالجوكر لكفائته بالمداهمات. انتقل سعيد لمكان مميز بالقاهرة و ظل أصدقائه يهنئونه عند سماع مكان نقله الجديد ولكن اكتشفت انه لم يمكث سوي 6 اشهر و نقل مجذدا لسينا بئر العبد. و علمت بعد استشهاده انه كان بطلب منه لنقله مرة اخري لسينا.؛ سعيد كان حزين اثناء تكريمه لانهاء مدة خدمته بسينا و كان رده علي كل من يهنئه بمكانه نقله الجديد بأنه يتمني العودة لسينا. وكان بيقول حرفيا (سينا بقت في قلبي)
_ ماذا عن علاقة الشهيد بزملائه فى العمل ؟
سعيد كان محبوب من كل عساكره و زمايله و قادته. اي عسكري كانت تواجه مشكلة فكان الجميع ينصحه بالتحدث مع النقيب سعيد وهو سيسعي لحلها. كانت العساكر بعد انهاء مدة خدمتها بابجيش و انقطاع صلتها به كانت تتواصل معه و تطلب منه حضور عقد قرانهم و منهم من كان يحضر له هدايا رمزية التي كان يرفض تقبلها اثناء خدمتهم.
_ ماذا عن ظروف استشهاد الرائد سعيد حمدي ؟؟
اخر سفرية كان سعيد يعاني من آلآم بالظهر و القدم و لكنه قطع إجازته و لم يكمل كشفه لتعرض كتيبته لهجوم رغم نجاح زمائله الأبطال في صد الهجوم.
و شن سعيد و زملائه عدة مداهمات ناجحة و ارسل لي محادثة يخبرني بأنه كتب وصيته و وضعها بمحفظته و اذا اكرمني الله بالشهادة ، اطلبها و أنشرها. و أرسل لابن خاله يوصيه عليا و علي فارس. و كأنه يستعد للقاء ربه كما تمني.
و قد كان بعدها بأسبوع سمعت اسوء خبر بحياتي و أجمل يوم بالتأكيد بالنسبة لحبيبي . فسعيد حقا لا يستحق اقل من الشهادة مكانا......
فى نهاية الحوار
السيده " شروق أشرف " زوجة الشهيد البطل رائد سعيد حمدي نتقدم اليك بخالص الدعوات القلبية أن يتغمد الشهيد برحمته الواسعه وان يحفظ جند مصر الأحياء وان يجمعكم به فى جنات الخلود ونشكرك شكرآ جزيلآ ..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق